من هم العصاميون وهل أنت منهم؟

من هم العصاميون وهل أنت منهم؟

هذا عمل متميز للغاية للكاتبة اللبنانية الدكتورة عايدة سميح الصعيدي، والتي دخلت بالقارئ في منطقة مهمة للأجيال القادمة بنوع خاص، منطقة العصامية تلك المفردة التي دخلت إلى عالم الأعمال الاقتصادية، وسرعان ما شاع استعمالها حتى صارت شعارا للكثير من الإستراتيجيات الإدارية، ودلالة على الموهبة والعمل الذكي والنجاح.

في كتابها من هم العصاميون وهل أنت منهم، تؤكد المؤلفة وبعيدا عن الوصفات السحرية، أن السر هو في الابتكار وفي إيمان المرء بقدراته الذاتية، وفي هذا السياق تدعو القارئ للبحث عن قدراته وتزوده بالمعرفة اللازمة لخوض معترك الأعمال الحرة.

ولعل التساؤل المهم الذي تطرحه: "ما هي الخصائص النفسية التي يتميز بها العصاميون الناجحون والتي تعد قاسما مشتركا أعظم بينهم؟

الجواب في واقع الحال يأخذنا في طريق عدة نقاط منها:

** الدافع على الإنجاز: في معظم الحالات، العصاميون هم أفراد مزودون بدافع قوي للإنجاز يحثهم على التنافس، في هذا المجال سجل الباحثون الميزة الأكثر ظهورا وهي الإرادة المطلقة للربح، ودائما ربح المرتبة الأولى، يترافق مع هذا الدافع حاجتهم إلى تقويم أعمالهم وإلى معرفة نتائج أعمالهم.

** اعتياد العمل الشاق: فيما يعمل الآخرون بمعدل 40 ساعة أسبوعيا، تتخطى ساعات العمل عند هؤلاء العصاميين ما يصل 60 ساعة أسبوعيا، وقد تحدث الكثير منهم عن هذه التجربة، ومنهم مينا تروت التي ابتكرت مع زوجها بن تروت برنامجا للكمبيوتر وقالت إنها عملت مع زوجها في شقة واحدة لمدة عامين، ولم يفترقا خلال تلك الفترة إلا لساعات محدودة.

** السلوك غير التقليدي: العصاميون يتمتعون بشخصية مستقلة لا تتوافق مع الاستجابة لأمر، أو الالتزام بأهداف غيرهم، فأهدافهم ذاتية التجديد وجريئة وبعيدة الأفق.

** القيادة القوية: تظهر القيادة لدى العصاميين أثناء فترة الأزمات ومواجهة التحديات، ولهذه الميزة أثرها الحاسم في مرحلة إنشاء المؤسسة، القيادة القوية هنا تخص القدرة على التواصل مع فريق العمل والجرأة على اختيار هذا الفريق بمواصفات متفوقة.

** الذكاء المتنوع: يرتبط الذكاء عادة بالقدرة على اتخاذ القرارات الصائبة، كما أنه يرتبط بامتلاك الحدس السليم، والعصاميون يظهرون ذكاء على مستوى قدراتهم الفكرية وخصائصهم النفسية، كما يظهرونه عمليا في سلوكهم نحو النجاح على أنه أمر حتمي.

** المجازفة المدروسة: يتبادر إلى الذهن أن العصاميين مجازفون بالفطرة، إلا أنهم ليسوا مقامرين، إذ إن علاقتهم بالمجازفة هي علاقة مهارة شخصية وليست علاقة حظ، ولذا يفضلون بشدة أن يكون قدرهم من صنع أيديهم ومن قرارات واعية، على أن يكون مجرد لعبة خاسر ورابح، هذا ما يؤكده حذرهم عند اتخاذهم مجازفة ما، حينما يبدون عناية بالغة في اختياراتهم وفي حين إدارة المال وفي إنشاء فريق عمل جيد وفي التخطيط المتأني.

** روح التحدي والاستمرارية: تعني هذه الروح بالنسبة للعصاميين العمل الشاق، والالتزام برؤيتهم، سواء في الأوقات الصعبة أو الجيدة، ومن الحقائق المعروفة عن العصامين أنهم من النوع الأول من ناحية درجة الاشتعال، وليس من عادتهم البقاء في الخلف، إذ إن الموقع الخلفي والشخصية العصامية يتنافران بقوة، كما أن روح التحدي لدى العصاميين تعني التزاما طويل الأمد مع الصبر والمثابرة والثبات من أجل إنجاح المؤسسة.

** الإبداع ورفض الاتباع: إن الإبداع خاصية نفسية، ترتبط بالاستقلالية والفردية ويستفيد منها العصاميون في رؤيتهم للإمكانات واعتماد الإستراتيجيات لتحويل تلك الإمكانات إلى واقع، ولا شك أن عملية التفكير، التي تقف خلف الإبداع هي للعصاميين بأهمية الإبداع نفسه، لأنها تجمل الصورة الأولى ذهنيا عما سيكون عليه الواقع، ففي أي موقع كانوا، العصاميون هم مبدعون، إنهم قادرون على إعادة صياغة القوانين وربما كسرها.

** الثقة بالنفس: بالنسبة إلى العصاميين، يشكل النجاح والفشل جزءا هاما من الثقة بالنفس، فالنجاح مرحلة يليها الاستعداد لمرحلة أخرى من التحديات، بينما يجدون في الأخطاء والفشل دروسا مفيدة، هم على درجة عالية من الثقة بالنفس، ولهذه الصفة صفة لصيقة بها لدى العصاميين، وهي معرفتهم الجيدة بحدود قدراتهم.

هل أنت من هؤلاء العصاميين؟

 




ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية